الجولات الميدانية الثلاث التي قمنا بها إلى قرية قصرة التابعة لمحافظة نابلس، هي بمثابة فرصة لرؤية الجمال الطبيعي الذي وهبه الخالق لهذه القرية فرغم تخبطها في مشاكل على مستوى كل الأصعدة كاستهدافها من قبل المستوطنات القريبة منها وتعرضها لانتهاكات مختلفة تمس إنسانيتهم وأملاكهم وتضييق الخناق على سكان القرية بمختلف الطرق من أجل تهجير أهلها ،كل ذلك و نجد مواطنيها يحمدون الله ويعتبرون أنفسهم محظوظين لأنهم محاطين بعوامل طبيعية تزرع في نفوسهم الهدوء.
وسنحت لنا تلك الزيارات الالتقاء بالقائمين على إدارة المجلس القروي وعلى رأسهم السيد عبد العظيم الوادي والذي وضع النقاط على الحروف من خلال توجيه رسائل واضحة ومباشرة عن مشاكلهم وانشغالاتهم وحتى مطالبهم التي ما ينفكون يكررونها مع رحيل مسئول ومجيء آخر، دون أن تجد طريقها للحل.
السيد عبد العظيم الوادي رئيس مجلس قروي قصرة، تحدث باسم أهالي القرية عن ورقة العمل المسطرة لأحياء القرية، التي بقدر ما رحب بها الجميع بقدر ما أبدوا بعض من التحفظ،لأن العبرة بالتنفيذ، ملخصا ذلك في خمس نقاط حيث تمثلت الأولوية الأولى في فتح المسالك وتعبيد الطرق التي لا تزال معزولة وربطها بالطرقات الرئيسية للأحياء،لأن المواطن إذا وجد مسلكا للتحرك بسهولة، فإن ذلك سيساعده على عدة أصعدة كالتعليمية والصحية والمعيشية وتسهيل حركة التجارة والمنتجات الزراعية بين أطراف القرية والقرى المجاورة،الأمر الذي سيسهم في تلبية كافة مطالب المواطنين.
وتتمثل الأولوية الثانية، في توفير المياه والكهرباء وإيصالها لكل مسكن مع استدراك مشاكل الإنقطاعات المتكررة،عن طريق توفير شبكات مياه داخلية لأن من ذلك تجنيب المواطن خاصة النساء والأطفال مشاقة جلب المياه الصالحة للشرب بالدلاء،بالإضافة الى وجوب التخلص من المياه العادمة والفضلات وضرورة انشاء شبكة صرف صحي.أما فيما يتعلق بالكهرباء فلا بد من إنارة كافة الطرق والأحياء وتمديد شبكة كهرباء خاصة بالقرية وتصل لكافة المنازل بما في ذلك النائية منها.
أما الأولوية الثالثة تتعلق بالصحة حيث يتطلع سكان قصرة إلى تحسن الوضع الصحي بتوفير المرافق والخدمات الصحية التي من شأنها تجنيبهم عناء التنقل الطويل للبلدات المجاورة مثل قبلان وعقربا، لحصولهم على العلاج·كما تحدث السكان بإسهاب عن المشاكل الصحية التي يتخبط فيها أفراد عائلاتهم نتيجة غياب هذه المرافق وأدنى الخدمات الصحية، الأمر الذي دفعهم الى المطالبة بمشاريع من شأنها رفع عنهم هذا الغبن الذي وصفوه بالكبير·
وأكد السيد عبد العظيم الوادي أن عملية توفير الهياكل الصحية تأتي بعد توفير الطاقم الطبي،موضحا أن الوضع الصحي في القرية سيئ جدا،لانعدام الخدمات الصحية والنقص الشديد في المرافق والمعدات والتجهيزات الطبية والمستلزمات والأدوية وكذا النقص الشديد في الكادر الطبي،أما بالنسبة للاحتياجات فهم ما زلوا بحاجة ماسة إلى العمل على تأهيل وتحديث الكوادر الصحية المتواجدة في الميدان والذين هم بحاجة إلى زيادة قدراتهم وتأهيلهم وتطوير مهاراتهم ،كما أنهم بحاجة ماسة إلى طبيبة نساء وولادة والعمل على إنشاء قسم الولادة،بالإضافة إلى حاجتهم الماسة إلى إنشاء قسم الطوارئ الإسعافية وسيارة إسعاف والعمل على إنشاء مستشفى أو مركز صحي مزود بكافة المستلزمات الصحية بما في ذلك قسم مختبر والذي تجرى فيه كل أنواع الفحوصات المختبرية.
وتكمن الأولوية الرابعة فيما يخص اهتمام الوادي للفئة البريئة والضعيفة وهي الأطفال وطلاب المدارس يأتي إدراكا منه أن الإعداد الجيد للمستقبل يبدأ من هؤلاء ، خاصة أن واجب الدولة نحوهم هو منحهم كل الحقوق، كخطوة تدخل في إطار آفاقها لقطف واجباتهم وشعورهم بالمواطنة بعد دخولهم حيز البلوغ القانوني لأن إعداد تلميذ وتلميذة متسلح بالعلم، يعني إعداد شاب واعي.ومن هنا يجب العمل على توفير بيئة مدرسية جيدة لمختلف الأعمار وتشييد رياض للأطفال،بالإضافة الى مدارس مهنية وفنية للراغبين بذلك.
والأولوية الخامسة تختص بالثروة الزراعية والحيوانية الهادفة إلى تطوير القطاع الاقتصادي بالقرية وذلك بإنفاذ المشروعات التي تؤدي إلى ترقية ذلك القطاع(كالإرشاد والتصنيع الزراعي،تحسين سلالة الحيوانات من خلال تطوير المراكز البيطرية في القرية)، كما ينبغي حماية الثروة الحيوانية والزراعية من انتهاكات المستوطنين والجيش الإسرائيلي عن طريق حضر الاعتداء عليها اما بالقتل أو القطع والإتلاف.
وهكذا عرض لنا السيد عبد العظيم الوادي خطة عمل من أجل القرية والمواطنون أكدوا أن العبرة بالنتائج ،آملين تحقيق مطالبهم الأساسية للحياة والتي من شأنها أن ترفع عنهم الغبن وتضمن لهم حقهم في العيش الكريم و أخيرا يبقى السؤال المطروح هو هل من الممكن إدخال متطلبات العيش الكريم لسكان قصرة؟
خطة عمل من أج الهدف العام :
حشد الطاقات و تضافر الجهود المختلفة لمحاربة جميع المظاهر السلبية التي تعاني منها القرية وتؤدي إلى الإضرار بها كبيئة للعيش من خلال استراتيجية أو إطار عام أو سياسات يمكن اتباعها للوصول الى تلك المرحلة .
الأهداف التفصيلية:
• توفير الخدمات الأساسية للمواطن بالقرية (المياه/ الصحة /التعليم …… الخ.
• تلبية حاجات المواطنين بالقرية نحو التطور الأفضل في تقديم الخدمات.
• تحسين الوضع المعيشي لسكان القرية.
– الخدمات الأساسية وتشمل :
• قطاع الصحة
• قطاع المرافق العامة
• قطاع التعليم
•
– البنيات التحتية ويشمل الأتي:-
• قطاع المياه
• قطاع الطرق
• قطاع الكهرباء
– قطاع الزراعة وقطاع الثروة الحيوانية.
قطاع المياه :-
يهدف القطاع إلي توفير مياه آمنة للشرب حتى تصل إلي النقطة المطلوبة في القرية . وذلك من خلال تنفيذ مشروعات تتمثل في الآتي :-
• تشيد وتحسين شبكات المياه الداخلية .
• حفر وتركيب آبار.
• مضخات للمياه.
قطاع الصحة:-
يهدف إلي توفير الخدمات الصحية لكل سكان القرية وذلك بزيادة نسبة تغطية القرية بالمؤسسات الصحية العاملة والمؤهلة (مستشفيات / مراكز / وحدات صحية ).كما يسعي القطاع إلي تحسين الوضع الصحي وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية
لذلك يهدف القطاع إلي توطين العلاج بالقرية من خلال تطوير الخدمات التشخيصية والعلاجية وذلك من خلال التركيز علي المشروعات أدناه:ـ
• إقامة مستشفى أو مركز طبي متقدم في القرية .
• تزويد المستشفى أو المركز الطبي المتقدم بسيارة اسعاف.
• أجهزة ومعدات طبية.
• إنشاء مراكز صحية للأطفال ذو الإعاقة.
قطاع التعليم :-
– توفير بيئية مدرسية جيدة وذلك من خلال :-
• الكتاب المدرسي.
• المقاعد الصفية.
• تشيد مدارس أساس و تشيد رياض أطفال.
• العمل على إنشاء مدارس التعليم المهني والفني.
قطاع الطرق
• خدمات النقل: تأمين وسائل النقل على أختلاف أنواعها من و إلى القرية.
• وضع إسفلت على الطرق وتعبيدها.
خدمات البنية التحتية:
– تشمل توفير المياه الصالحة للشرب والطاقة الكهربائية والتخلص من المياه العادمة والفضلات الصلبة، وتوفير شبكة من الطرق والاتصالات.
– تحسين البنيات التحتية وذلك من خلال تشيد الطرق الداخلية لربط مناطق القرية يبعضها البعض مما يسهل تقديم الخدمات للمواطنين مما يحسن البيئية بالقرية
-تسهيل حركة التجارة والمنتجات الزراعية بين أطراف القرية والقرى المجاورة . وكل ذلك من خلال تنفيذ المشروعات التالية :ـ.
• تأهيل الطرق الداخلية
• صيانة المزلقانات
قطاع الكهرباء :-
تهدف مشروعات الكهرباء بتغطية كل القرى بالكهرباء كما يهدف إلي تطوير الخدمات المختلفة بكل القرية . وذلك من خلال المشروعات الآتية :ـ
• إنارة شوارع وأحياء القرية
• استخدام وحدات الطاقة الشمسية
• تشيد شبكات للكهرباء
قطاع المرافق العامة :-
إنشاء مباني رئيسية للمجلس القروي
قطاع تزكية المجتمع :
يهدف هذا القطاع إلي تطوير وترقية الجانب الثقافي والاجتماعي بتنفيذ المشروعات التالية :ـ
•تشيد مجمعات إسلامية
• تشيد مراكز اجتماعية (مثل مركز تأهيل للمعوقين،مركز صناعات يدوية نسوية).
•تشيد مراكز شبابية و ثقافية.
•إقامة معارض للتراث والفنون
قطاع الزراعة والثروة الحيوانية:ـ
يهدف قطاع الزراعة والثورة الحيوانية إلي تطوير القطاع الاقتصادي بالقرية وذلك بإنفاذ المشروعات التي تؤدي الى ترقية ذلك القطاع وحماية الثروة الحيوانية والزراعية من انتهاكات المستوطنين والجيش الإسرائيلي عن طريق حظر الاعتداء عليها اما بالقتل أو القطع والإتلاف لقرية قصرة .